" إن التخلي عن الكتابة للمسرح ، وأنا على تخوم العمر هو جحود وخيانة لا تحتملها روحي وقد يعجلان برحيلي إن المسرح في الواقع هو أكثر من فن إنه ظاهرة حضارية مركبة سيزداد العالم وحشة وقبحا وفقرا لو أضاعها وافتقر إليها... هذه كانت رسالة الكاتب سعدالله ونوس بمناسبة اليوم العالمي للمسرح قبل رحيله عام 1996. واحتفاء بيوم المسرح العالمي أطلقت وزارة الثقافة احتفالية في المعهد العالي للفنون المسرحية، استمرت ثلاثة أيام ضمت معرض للكتب المتخصصة بالثقافة المسرحية والسينمائية الدرامية لطلبة المعهد العالي ، و معرض نتاج ورشة العمل وتصنيع الدمى لشخصيات مسرحية صنعها طلبة قسم السينوغرافيا بإشراف هنادة الصبَّاغ.

الوزيرة مشَوح في اليوم العالمي للمسرح: ما ينقصنا اليوم الكتَّاب والمسرحيين والسيناريو والأعمال السينمائية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أشارت بكلمة لها بأنَّ ما ينقصنا اليوم الكتَّاب والمسرحيين والسيناريو والأعمال السينمائية؛ لكن المشكلة في المردود المادي للكاتب يظلُّ أقلَّ ممَّا يتقاضاه في أماكن أخرى، ولا بدَّ للكتَّاب أن يضعوا نصب أعينهم بأن سورية بحاجة إلى إعادة بناء الفكر والشخصية والهوية الوطنية والوعي والذاكرة وإنعاشها، فالكاتب يعتبر العنصر الأول والأهم في أي عمل فني ينتج في وزارة الثقافة، إن كان عملاً مسرحياً أو سينمائياً أو موسيقياً أو كتاباً، منوِّهةً بأنَّ معرض الهيئة العامة للكتاب يمكن أن يستفيد منه المخرجون في نتاجهم المسرحي وفي الأعمال الروائية الإبداعية العربية والسورية أو أعمال مسرحية يمكن لهم الاستقاء منها فكراً مسرحياً. وأضافت الدكتورة مشوح بأن المسرح السوري خطا خطوات جيدة بعد سنوات الحرب، وقدَّم عروضاً مسرحية للأطفال ولكلِّ الفئات العمرية في المرحلة ، وأنَّ الأداء يتحسَّن عاماً بعد آخر، فالفرق المسرحية تُشارك في كثير من المهرجانات في مصر وعمان والبحرين وتونس، وحازت على جوائز وإعجاب متابعيها. بدوره عميد المعهد العالي للفنون المسرحية تامر العربيد أشار إلى أنَّ يوم المسرح العالمي تقليد سنوي، وموعد ينتظره مسرحيو العالم وكلُّ محبي الفن وعشَّاق فن الخشبة، ما يؤكِّد أهمية الفن المسرحي ودوره في حياة البشرية بشكل عام لأنه فن ليس ككل الفنون؛ مُبيِّناً بأنَّ المسرح السوري له من التاريخ والعراقة، ويحقُّ الاحتفال به لأنَّه يحكي ذاكرة وتاريخاً حافلاً من أيام أبي خليل القباني إلى يومنا الراهن، فالمسرح السوري دائماً كان ولّاداً، ويطرح بسخاء كتَّاباً ومخرجين وممثلين، وقدّم عروضاً أصبحت علامات فارقة في ذاكرة أبي الفنون السوري. أمَّا عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السابق الدكتور سامر عمران فقال: للمكان ذكريات كثيرة في نفسي حيث قضيت معظم أوقاتي أثناء دراستي إلى أن أصبحت عميداً للمعهد، وله وقع خاص في وجداني بطلابه وبرامجه وأساتذته، وإنَّ اختياري للتكريم في يوم المسرح أحمله تاجاً على رأسي، ثم وجَّه رسالة لطلاب المعهد مفادها: أنهم ليسوا المسؤولين عن كل مايجري في مسارح العالم، ويتوجَّب عليهم أن يتذوَّقوا لذة اللقاء مع الجمهور وتحيَّته نهاية العروض، ولا يمكن أن تتاح الفرصة لهم إلا بالمسرح، ولا بدّ أن يعيشوه سواء عملوا في مجال التلفزة أو السينما أو الإذاعة أو الدوبلاج، إن العبق لا يوجد إلا بالمسرح ويتوجَّب عليهم تحسُّسه دائماً. اليوم العالمي للمسرح كما عرض طلاب المعهد عملاً مسرحياً عنوانه: الجانب الآخر إشراف كفاح الخوص على مسرح سعد الله ونوس، تناول نقداً للحياة الاجتماعية والمشكلات المعترضة للناس بأسلوب فكاهي مُثير ومشوِّق. الوزيرة مشَوح في اليوم العالمي للمسرح بتوقيت دمشق || لبانة علي